المعجم التاريخي للغة العربية قصة النشأة والتطور

احتفاءً بمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور /سلطان بن محمد القاسمي و رعايته لاتحاد المجامع العربية للغة العربية لإنجاز هذا العمل الفذ و تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
أقام بيت الشعر بالأقصر ندوة بعنوان “المعجم التاريخي للغة العربية – قصة الميلاد والتطور” استضاف فيها الأستاذ الدكتور مأمون وجيه: عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم – جامعة الفيوم. شغل منصب عميد الكلية، ورئيس قسم النحو، له عدد من المؤلفات والأبحاث العلمية المنشورة و هو أحد العلماء الأجلاء الذين يقومون بتنفيذ المعجم ، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر، وذلك في تمام السابعة مساء اليوم السبت الموافق ٢ يناير ٢٠٢٣م.
تحدث الأستاذ الدكتور مأمون وجيه في البداية مستعرضًا تاريخ المعجمية العربية بدايةً من معجم العين الذي جمعه الخليل بن أحمد وغيره من المعاجم المختلفة زمنيًا ومنهجيًا، وصولًا إلى النصف الأول من القرن العشرين الذي لاحت فيه بشارةُ الأمل لعمل معجم تاريخى للغة العربية بصدور مرسوم ملكى من ملكِ مصر الملكِ فؤادٍ الأول فى 14 شعبان 1351هـ ـ 13 ديسمبر 1932م بإنشاء مَجْمَعِ اللغة العربية بالقاهرة، وينص فى مادته الثانية على أن من مهام هذا المَجْمَعِ «أن يقوم بوضع معجم تاريخى للغة العربية، وأن ينشر أبحاثًا فى تاريخ بعض الكلمات، وتغير مدلولاتها».
وقد شرع مجمع القاهرة سنة 1936م فى إعداد هذا المعجم؛ وقام بتشكيل لجنة علمية بإشراف المستعرب الألمانيّ فيشر، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة آنذاك، وبعد انطلاق التحرير، حالت الظروف دون مواصلة العمل وإتمامه؛ وقام مجـمع اللغة العربية بالقاهرة بجمع بطاقات فيشر ونشرها؛ تكريما له عام 1967م بعنوان: «المعجم اللغوى التاريخى للأستاذ فيشر، القسم الأول من أول حرف الهمزة إلى أبد».
على الرغم من توقف العمل فى مشروع المعجم التاريخى للغة العربية إِبَّانَ الحرب العالمية الثانية، ولأسباب عديدة فى المحاولة الثانية أهمها عدم توفر الدعم المالي، والتخطيط اللغوى السديد، فقد ظلت الفكرة قائمة في نفوس سدنة اللغة العربية ومحبيها، حتى سنحت لاتحاد المجامع اللغوية العربية فرصةٌ أخرى فى العَقْد الثانى من القرن الحادى والعشرين فنهضت محاولتُه الأخيرة تحت مظلة اتحاد المجامع العربية بالقاهرة، وهو هيئة علمية تابعة لجامعة الدول العربية تنضوى تحتها مجامع اللغة العربية فى الوطن العربي. وقد بدأت بشائر هذه المحاولة ببناء مقر لاتحاد المجامع العربية بمدينة السادس من أكتوبر شرقيَّ القاهرةِ على قطعة أرض مساحتها 6000 متر خصصتها الحكومة المصرية للاتحاد عام 2008، وتكفل الشيخ سلطان القاسمى ببناء مقر الاتحاد، وافتتاحه عام 2015، وتكفل أيضا برعايته تمهيدًا لانطلاق أعمال المعجم التاريخى حُلْـم العرب وأملهم المرتقَب، وقد مرت هذه المحاولة الناجحة بعدة مراحل هي..الإعداد والتخطيط
 فى غرة عام 2017 بدأت رحلة النجاح بمرحلة التخطيط والإعداد التى استغرقت أكثر َمن عامين، جرى فيها التخطيطُ للمعجم تخطيطا علميا سديدًا وفق الأصول المرجعية لبناء المعاجم اللغوية التاريخية؛ ووفق تخطيط لغوى سديد بدأ بدراسة نقاط القوة وأهمها: ثراء الموروث العربى المدوَّن نصيًّا فى مختلف الفنون والعلوم والمعارف الإنسانية المتنوعة.
ووجود عدد من المجامع والمؤسسات اللغوية فى العالم العربى تهتم بأمر اللغة العربية وتحرص على صناعة معاجمها، وتعريب علومها، ورصد ما استُحدِث من ألفاظها وأساليبها ومصطلحاتها فضلا عما يزخر به العالم العربى من طاقات بشرية علمية مبدعة من الباحثين والمحررين والعلماء المتقنين، وتوافر الرؤى التنظيرية والتجارب الفردية والمؤسسية التى تمهِّد لصناعة معجم تاريخى للغة العربية، ووجود نماذج للمعاجم التاريخية لعدد من اللغات يمكن الاسترشاد بها فى التخطيط لصناعة المعجم التاريخى للغة العربية.
كما بين الدكتور مأمون وجيه أن اللغة العربية هي أم للغات السامية وليست أختًا لها، كما أكد في حديثه على ضرورة الاهتمام باللغة العربية، وأنه لا خوف عليها ما دامت هي لغة التعليم.

شارك المقالة عبر

تعليقات القراء

أضف تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابع صفحتنا على فيسبوك

لأحدث أخبار فعاليات وندوات بيت الشعر بالأقصر

أحدث أنشطة البيت

أحدث المقالات

شعراء البيت

إنضم الى القائمة البريدية

إشترك في القائمة البريدية لبيت الشعر بالأقصر لتصلك أحدث الأخبار و المقالات عبر البريد الإلكتروني

الكلمات الدلالية الأكثر بحثا

spot_img