هُنا الآن
ألقِي بنَفْسِيَ
في ظِلِّ (غادة) روحيَ
كي يعرفَ الأهلُ
كيف تناثرَ ماءُ القصيدة فيَّ
وكيف تناثرتُ في فمِها،
صدِّقونيَ
أملأ ذاتي بما قالتِ البنتُ عنِّي
وأحنو على خنجر بين جَنْبَيَّ
أوْدَتْ بهِ في فؤادي بِلا أيِّ شيءٍ
بِلا أيِّ شيءٍ
أصدِّقُ أنَّ السماءَ البعيدةَ تلك
تحِنُّ إليَّ
وأهذي ككُلِّ المجانين
لو قالت البنتُ: أنت حبيبي
بلا أيِّ شيءٍ
إلى أن يليقَ بمثليَ
هذا السقوطُ على أوجِ ضحِكَتِها
حيث هِمْتُ
و(غادة) محْضُ الجنونِ برأسي
و(غادة) كلُّ الذين استباحوا دمي
وعفوتُ!
كذلك..
قولوا: رأينا النبيةَ فيكَ؛ وذُبْنَا
لأنَّكَ ما زِلتَ بالماء فيكَ تذوبُ
كذلك..
مُرُّوا على جسدي هادئين إلى الله
ألقُوا الرصاصَ عليَّ بلا أيِّ قصْدٍ؛
وألقي السلامَ عليكم جميعًا،
وتنمو دمائي
حدائقَ للطير والفقراء
تقول الجراح الخفيفةُ:
عمَّا قليل ستصعد
أرخيتُ ذاتي عليَّ،
وأوقدتُ يا أصدقاءُ
هُنا بين جنبيَّ
حتى أضأْتُ
فيا روحَها
الضوءَ في جسدي
وهو يسقط بين يدَيْها
ويا جسدي الكهرمانَ
تُرى كيف أُشْرقُ
فوقَ المجرَّاتِ لو قالت البنتُ لي:
غَنِّ لي يا حبيبي
وألقتْ بكاملِ أيامِها
في دمائي!