“لوْلَا الحَيَاءُ لَعَادِني اسْتِعْبَارُ ولزرْتُ قَبْرَكِ والحَبِيبُ يُزَارُ”
(جرير)
لوْلَا الحَيَاءُ لعَادِنِي اسْتعْبَارُ
ولزرْتُ (عُرْسَكِ) والْحَبِيبُ يزارُ
أجَّلْتُ مَوْعَدَ دمْعَتِي لأزفَّها
فانْسَابَ مِنْ وحْيِ الجَوَى مِزْمَارُ
ونسجْتُ مِنْ كَفَنِ المحبَّةِ بِذْلَتِي
لأعدَ موْتِي كيْفَمَا أخْتَارُ
فالكوْكَبُّ الدُّريُّ خانَ مجرتي
ليخونَ بدرَ العاشقينَ مدارُ
واختارني قدري لماذا دائمًا
قصصُ الغرامِ تخونُها الأقْدارُ؟
الحبرُ بِئْسَ الحبرُ بِئْسَ دَفَاتِري
وبذي القصيدةِ تُدفَنُ الأشْعَارُ
“دقَّوا المزاهرَ” فوقَ حبٍّ نافقٍ
فالدمعُ في بعضِ الهزائمِ عارُ
قدمي تخاصِمُنِي وقلْبِي قَائِلٌ:
بيْنِي وبيْنَ حبِيبَتي أمْتَارُ
صَوْتُ الزغاريدِ الدموعُ ووحْشَتِي
والنايُ فوقَ مَسَامِعي إنْذَارُ
سَتبيتُ فِي حُضْنِ العَرِيسِ حَبِيبِتَي
وتبيتُ في قبْرِ الهوى أسرارُ
تلكَ العروسُ أما تزالُ حبيبتي
ما عادَ للْقَلْبِ الشَّقِيِّ قَرَارُ
لازلتُ أذْكرُ يوْمَ أوَّلِ نظرةٍ
والكحلُ حَوْلَ الْكذْبَتَيْنِ إِطَارُ
أبديتُ ما أخفي لأخفي ما بدى
والحبُّ سرٌّ مَسَّه إشْهَارُ
سأتوبُ عَنْ ذنْبٍ بذنْبٍ ربَّما
بعْضُ المعاصي مالها استغفارُ